بدأ
علاء رسالته بالحديث عن اشتياقه الشديد لعائلته، زوجته منال وابنه خالد، وأختيه
منى وسناء، واشتكى من شعوره بأن هناك من يتحكم تماماً في أفعاله وطريقة إمضائه
للوقت.
وقال
علاء: «يمكن دي أصعب حاجة في الحبس، إن حد يبقى متحكم في وقتك بالشكل ده. لدرجة
إنك تتحرم حتى من القلق لأن مش هعرف ان خالد خد دور برد غير بعد ما يكون خف. إن حد
تاني متحكم في تزامن أحساسنا بنفس الحاجة. يعني مثلا العاصفة الثلجية، وصلني المدد
اللي بعتوه عشان البرد بعد ما خلصت خلاص...»
«وأنا
بلبس كل هدومي فوق بعض وبرص بطاطين فوق بعض فكرت إن فيه ناس في عشش أو في الشارع
معاها هدوم أقل وبطاطين أقل. بس بعد أبرد ليلة لما قررت أن لازم أسد شبابيك
الزنزانة ثاني يوم أدركت أن حتى المشردين يقدروا يقوموا في أي وقت يختاروه يدوروا
على حل للبرد. يمكن يلاقوا ويمكن لأ، لكن إحساس إن سلطة ما هي اللي بتقرر
ببيروقراطية عشوائية امتى هيتفتح عليا، وامتى هلاقي كرتونة أسد بيها الشباك، وامتى
النبطشي هياخد إذن يجيب سلم ويطلع يسد الشباك يقهر.»
وأشار
علاء إلى خوفه من تطبيق النظام الجديد للزيارات المطبق في طرة شديد الحراسة مع
قيادات الإخوان، حيث تتم الزيارة بحاجز زجاجي: «الجرايد بتتكلم عن تطبيق نظام
الزيارة بكابينة زجاجية وتليفون، يعني لو اطبق عليّ مش هعرف ألمسكم، هتواصل مع
خالد إزاي أنا كدة؟
واللي
يقهر إن ناس كانت عاقلة أول أمبارح تكتب في الجرايد تحرض على منع زيارات زوجات
وأبناء المعتقلين عشان الإخوان ميطلعوش تكليفات وأوامر! كأن المسجون ده مش بشر
أصلا."
ولا
اللي لسة عاملين فيها عاقلين وقاعدين يكتبوا عن ازاي الحكم على ماهر ودومة وعادل
نتيجة للاختيارات السياسية الخاطئة لحركة 6 إبريل وفقدانهم شعبيتهم، كأن أحمد ماهر
ده فكرة مجردة أو كأن المحبوس ده شخصية اعتبارية اسمها 6 إبريل مش بني آدم عنده
بنت عندها 5 سنين».
«الحبسة»
بدون قيمة هذه المرة
وأشار
علاء إلى أن الفارق الرئيسي بين سجنه هذه المرة وبين أي مرة سابقة، هي عدم وجود
فائدة منها: «بصراحة اللي مكمل على قهري إني حاسس إن الحبسة دي ملهاش أي قيمة، لا
ده نضال ولا فيه ثورة، والعالم اللي مقضياها تفاوض رغم أنهم مش محبوسين دول ما
يستاهلوش إني أتحرم من ساعة واخد فيها خالد في حضني، الحبسات اللي فاتت كان فيه
معنى لأني أتحبس واتماسك، كنت حاسس إني داخل السجن بمزاجي وطالع منه كسبان، دلوقتي
حاسس إني مش طايق الناس والبلد، وإن مفيش أي معنى لحبسي غير بس أنه يحررني من
الاحساس بالذنب لعجزي قدام كم الفُجر في الظلم والفُجر في تبريره...»
«الفكرة
مرعبة، قدامي جنايتين وواضح أنهم قرروا أنه لازم ناخد أحكام، وواضح أن حال الثورة
بائس لدرجة إنه ينفع ناخد أحكام، يعني الزمن يمكن يفضل واقف عندي، وبيتحرك عندكم
لسنين، يعني خالد هيكبر من غيري، يعني قدامه أدوار برد كثير هينام من غير حضني.
أو
يمكن لأ، يمكن هخرج بعد شهر أو شهرين، أو يمكن هخرج بعد ما يخلصوا خارطة الطريق
الملعونة بتاعتهم. المسألة بمزاجهم والزمن والوقت تحت تحكمهم.»
وأنهى
علاء رسالته بالتأكيد على أنه رغم كل ما يشكو منه متأكد من أنها «هتعدي» وأنه
سيعود لعائلته.
يذكر
أن علاء متهم بالتحريض على التظاهر بدون ترخيص، والاعتداء على رجال الشرطة، على
خلفية دعوته للتظاهر أمام مجلس الشورى لرفض مادة «المحاكمات العسكرية للمدنيين» في
الدستور، كما أنه متهم في قضية أخرى بإهانة القضاء، بينما صدر عليه الحكم في قضية
«حرق مقر شفيق» بالسجن عام مع وقف التنفيذ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق